قصة حكاية خادم
كما تدين تدان..
في هذه القصة الملهمة التي لا تنبغي تفويت قراءتها، يروي شيخنا أنه كان يوجد في دمشق مسجد كبير يُدعى "جامع التوبة". أطلق عليه هذا الاسم لأنه في الأصل كان مكانًا لتجارة المعاصي، لكن أحد الملوك في القرن السابع الهجري اشتراه وهدمه ليبني مكانه مسجدًا.
في أوائل القرن الماضي (أي منذ حوالي مائة سنة) كان يعيش في هذا المسجد شيخ يُدعى الشيخ سليم السيوطي. كان أهل الحي يثقون به ويعتمدون عليه في أمور دينهم ودنياهم.
كان لهذا الشيخ تلميذ يتميز بفقره، ولكنه يتميز أيضًا بإيمانه وعزة نفسه. كان يعيش هذا التلميذ في غرفة مجاورة للمسجد.
في أحد الأيام، مرّ على هذا التلميذ يومان لم يتناول فيهما طعامًا. وفي صباح اليوم الثالث، عندما كان الشيخ يجلس مع تلميذه ويقرأ القرآن، سأل التلميذ الشيخ عن أمور الدنيا والأخرة.
فبدأ الشيخ يُحدثه عن قصة هذا المسجد والتوبة التي يمثلها، وكيف أن الله يقبل التوبة من عباده حتى وإن كانوا قد ارتكبوا المعاصي. ثم أشار الشيخ إلى أن الوقوف على أقدامهما والصبر في هذه الظروف الصعبة هو جزء من اختبار الله لإيمانهما.
بعد أن انتهى الشيخ من حديثه، طلب التلميذ من الشيخ أن يدعو له بأن يمنحه الله الرزق وأن يرزقه من واسع فضله. فدعا الشيخ لتلميذه، وقريبًا جاء إلى المسجد رجل ثري أعطى التلميذ مالًا يكفيه لسد حاجته.