لماذا رفض النبي صلى الله عليه وسلم اكل لحم الأرنب؟!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأرنب من الحيوانات التي يب/اح أكلها، بدليل ما ثبت في الصحيحين من أكل بعض الصحابة لها، وإهداء جزء منها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبله، قال الإمام النووي: وأكل الأرنب حلال عند مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد والعلماء كافة، إلا ما حُكي عن عبد الله بن عمرو بن العاص وابن أبي ليلى أنهما كرهاها، دليل الجمهور هذا الحديث مع أحاديث مثله، ولم يثبت في
النهي عنها شيء. ا.هـ
وما دامت الأرنب من الحيوات المبا@حة الأكل فإن بو/لها طاهر على الراجح من أقوال أهل العلم، وراجع الفتوى رقم: 2258.
ولا تأثير لبو/لها في نق@ض الوضوء بالنسبة لمن لامسه، ولا حرج عليك فيما يحصل للحيوان من آلا@م بسبب العلاج، لأنك لم تقصد إلا الإصلاح، ولا يدخل هذا في النهي عن تعذ@يب الحيوان.
وكذلك لا إثم عليك في حال مoت الحيوان أثناء علاجه بدون قصد منك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه، وصححه الشيخ الألباني.
وذب@ح البهيمة في حال وجود جنين في بطنها مبا@ح، وتفصيل هذا في الفتوى رقم: 29829.
والله أعلم.
أحل الله لنا الطيبات من الطعام من أصناف كثيرة، وعرفنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم على بعض ما حر/م علينا، ولكن يثير البعض من حين لآخر بعض المعلومات الغير مضبوطة أو التي فهمت خطأً دون الرجوع إلى أهل العلم فيحدثون الاضطراب في المجتمعات ويشتتون الناس.
ومن بين تلك الأمور مسألة أكل لحم الأرنب، والتي يقول البعض أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يأكلها وقال بعد ما قدمت له: "إنها تح@يض"، ولم يستطيع هؤلاء أن يفرقوا بين ما يقوم به النبي لطبيعته البشرية مثلما فعل عندنا
عرض عليه أكل "الضب" فرفض وأوضح أن نفسه تعافه لأنه لم يكن موجود في بيئته، ما بين ما حر/مه النبي تشريعًا كتحر/يم أكل الميtة ولحم الخنزير وغيرهما.
وربما حدث سوء الفهم لدى هؤلاء لما روى عن الإمام الترمذي عن حبان بن جزء عن أخيه خزيمة بن جزء رضى الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ما تقول في الأرنب؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: "لا آكله ولا أحرمه" قال: فقلت: ولم يا رسول الله؟ قال: "إنى أحسب أنها تد@مي" أي تحي@ض.
وكلام النبي واضح في هذا الأمر بأنه لا يحرمه ولكنه لا يأكله لسبب أخر غير التحر/يم وهو أن نفسه تعافه.