رواية قطرة الندى بقلم Lehcen Tetouani
غيمة وبعد قليل بدأت تمطر بغزارة وإمتلئت الحفر في التلة بالماء الصافي
فشربا وملئا القربتين سألت الجارية كيف يمكن أن يحصل ذلك في هذه الصحراء القاحلة
مضيا في طريقهما ولم يكاد يبتعدان حتى وجدا قافلة متجهة إلى الشمال وغطت قطرة الندى وجهها ورجليها ولم يكن يبدو منها إلا عينيها وكان المسافرون كلما نظروا إليها يتعجبون من جمال عينيها ويقولون لها إنهما يشبهان عيون الظباء ولم يكونوا يعلمون أنها نصف إنسان ونصف ظبية
ومن بعيد شاهد قافلة قومه تنوء بما تحمله من بضائع وسلاح لقد كان الشيخ يتوقع قيام الحړب مع السلطان لذلك إشترى كل ما يحتاج إليه من أسواق ومن حسن حظه أن الماشية إرتفع ثمنها عند مجيئه فكان ربحه هذه المرة جيدا
أجاب مالك لقد إستغل الأعراب غيابك وهاجمونا وأخذوا ما عندنا من أموال وهم الآن يسومون قومنا العڈاب وليس مستبعدا أن ذلك الوزير اللعېن هو من دبر تلك المکيدة ليتفرق شمل القبائل ويضعف شأن قطرة الندى
نظر الشيخ إلى الفتاة وسألها لماذا تخفين نفسك تحت هذه العباءة فأنا في مقام والدك وأنت إبنتي
قال مالك لقد ضحت بجمالها من أجلي وأصبحت الآن تشبه الظباء التي في الغابة
أجاب الشيخ أنتما محظوظان وما من أحد ذهب إلى أرض الجن التي وراء الجبل ورجع حيا
لا تقلقوا سأذهب إلى ملكتهم بنفسي لكي أسترضيها وسأحمل لها جملا محملا بالشعير والحنطة فالجن تحب هذا الطعام مهما يكن من أمر لقد لاحظت أن إبني يهواك ولن أمانع من زواجك منه حتى ولو بقيت ظبية
قال مالك لا أنصحك بذلك فقد يقتلك ويستريح منك فأنت الآن أقوى من قبل ولك سحر الجن
ردت عليه إذا فعل ذلك يكون قد أدى لي معروفا فلا أريد أن أتعذب بقية حياتي لم يكن مالك و أبوه راضيين على هذا الكلام لكنها أصرت على موقفها .
وقال لماذا تغطين وجهك
أجابت لقد فقدت جمالي أليس هذا ما تريده في نهاية الأمر قال من أخبرك بذلك هذا ليس صحيحا
قالت لنرى ذلك وخلعت عنها عباءتها
وعندما رآها السلطان تراجع إلى الخلف حتى كاد يسقط وصاح من أنت لا يمكن أن تكونين قطرة الندى التي أعرفها ردت بلى أنا نفسها وأرته رقبتها ومعصميها وقالت أليس هذه قلادتك وأساورك الذين أهديتهم لي وقت زواجي ألا تذكر ذلك
إحتار السلطان ولم يعرف ما الذي يجيبها فكر قليلا وقال لا يمكنني تركك تخرجين من هنا سأمنحك غرفة وجارية تخدمك وسنشرح لها إن الجن هم من فعلوا بك ذلك ونطلب منها كتمان الأمر
قالت هذا يعني أنني أسيرة لديك
قال بل ضيفة وسأجلب السحرة ليرجعوا لك شكلك
أعطها غرفة واسعة و جعل أمام الباب حارسين وطلب منهما عدم السماح لها بالخروج
شرعت قطرة الندى في البكاء وتمنت لو أنها سمعت نصيحة الأمير مالك بعدم الذهاب وفجأة ظهرت أمامها ملكة الجن وقالت لها ما الذي يبكيك يا جارية
أجابتها أنا محپوسة ولا يمكنني رؤية الأمير مالك و كما توقعت تنكر لي السلطان أما هو فلم يتغير أبدا لم أر رجلا يحمل كل هذا الحب لإمرأة
قالت ملكة الجن هل تتذكرين الشيخ في الصحراء
ردت عليها قطرة الندى آه نعم تذكرته
قالت لها إنه أنا لقد تعجبت من